قالت له في اهتمام:
-هل يوجد عندك هذا الدواء؟
أجابها في أسف مصطنع ، غير مبال بكبر سنها:
-هذا الدواء ناقص.
بدا عليها علامات الاستياء وقالت في أسى:
-للأسف..هنا الناس لا يساعد بعضهم بعضا.
ثم تنهدت قائلة:
– إلا ما رحم الله
وانصرفت..
عبارتها الأخيرة جعلته يتسمر قليلا..وينظر إلى الموقف من زاوية أخرى..
إن الأمر ليس تصرف صيدلي بذكاء تجاري لاستغلال الدواء الناقص في صرف روشتة كاملة..
الأمرهو أن امرأة مسنة احتاجت إليه ..وبين يديه ما يساعدها به..ومع ذلك رد حاجتها بقسوة..
وبلا مبالاة..
ألهذا الحد طغي حب المادة علي إنجاد محتاج أو ملهوف؟!
ألهذا الحد قست القلوب؟!
أوليس من أحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي قلب مسلم؟
أوليس من أحب العباد إلي الله أنفعهم للناس؟
تألم..
وخجل من نفسه..
لهذا لم يعبأ بدهشة العاملين بالصيدلية وهو يأمرهم:
– أخرجوا النواقص من المعمل ، وإياكم أن تقولوا لأي مريض احتاج الدواء هذه الكلمة سيئة السمعة (الدواء ناقص) ، فما عند الله خير وأبقى.
(تمت).