(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا)..

(إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا)..

لو تأمل الناس هذه الحقيقة (ان الأموال لن تغني عنهم من الله شيئا) لكفوا عن كثير من المعاصي ، لم يكن الدافع لها إلا جني المزيد من الأموال.

ولنضرب على ذلك مثالين :

1- الذي يتعامل بالرشوة ، إنما قصد جمع الأموال من خلال هذه الوسيلة المحرمة ، ولعله أراد أن يسد احتياجات أولاده المتعددة من طعام وملبس ودروس خصوصية ، ونحو ذلك..

لكن هل تأمل أن هذه الأموال التي يجمعها ، وهؤلاء الأولاد الذين يربيهم ، لن ينفعوه عند الله يوم القيامة ، إذا لم يكن هو سالكا سبيل الإيمان والتقوى..

————

2- وكذلك الذي يتعامل مع (البنوك الربوية) ويحصل على أموال لم يتعب فيها ، ولم يخاطر بها ، وعلى الرغم من أن المجامع الفقهية المعتدة بها قطعت بأن فوائد البنوك من الربا الحرام ، غير أن فئاما من الناس لا يستطيعون الاستغناء عن تلك الغنيمة المحرمة الباردة..

رأس مال بعضهم قد يصل إلى مليون من الجنيهات ، ومن ثم فهو يحصل فائدة شهرية تقرب من عشرة آلاف جنيه ، بشكل مضمون وبدون تعب..

من يستطيع ترك هذه الأموال السهلة ، إلا من عمر الإيمان قلبه ، وأدرك أنه لو حاز ملء الأرض ذهبا فلن يغني ذلك عنه من الله شيئا..

كان ينبغي أن يدرك صاحب (المليون) أن الله قد امتن عليه ، بأن مكن له الحصول على هذا المال من خلال عمله المباح ومجهوده الطيب ، لكن يأبى الشيطان إلا وأن يزل أقدام المرء في هوة الربا ، والتورط في الكبائر..

فتنة الأموال فتنة كبيرة لا يصمد أمامها إلا الصالحون بحق..