(إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَ ٰ⁠نَ رَبِّ إِنِّی نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِی بَطۡنِی مُحَرَّرࣰا فَتَقَبَّلۡ مِنِّیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ).

(إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَ ٰ⁠نَ رَبِّ إِنِّی نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِی بَطۡنِی مُحَرَّرࣰا فَتَقَبَّلۡ مِنِّیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ).

هل تدرك معنى أن تهب المرأة ولدها لله..؟!

إنها قصدت بذلك ألا تنتفع بوليدها في حياتها وشؤونها الخاصة كحال أغلب الناس ، إنما المهم عندها أن يتفرغ لعبادة ربه..

الذي قد يُفهم من هذا الدعاء ، أنها لا تريد أن يكون الولد أنيسا لها في وحشتها ، أو ليشبع غريزة الأمومة لديها ، أو ليساعدها على مؤنة العيش ، أو ليكون بجوارها عند كبر سنها..!

إنما قد وهبت طفلها لله..

لله وحده..!

وهذا أمر عظيم قل من يستطيعه من بني آدم ، إنما يقدر على ذلك أصحاب القلوب الحية ، الذين تحولوا من موطن الدنيا إلى موطن الآخرة..

وتأمل قوله تعالى (محررا)..

والمعنى أن هذا الولد قد أوهبته لله ، و(تحررت) من كل مصلحة يمكن أن يعود عليها بعد ولادته ، إنما يكون الولد خالصا لله متفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس..

————–

بعدها تطلب (امرأة عمران) أن يقبل الله منها هذا العمل الصالح..!

تأملوا كيف كان أحوال الصالحين..!

تأملوا كيف تصنع هذا الصنيع العظيم ، ومع ذلك تدعو ربها أن يقبل منها عملها..!

بعض الناس إذا قام يصلي من الليل ، فإنه لا يتصور ألا يقبل الله عمله ، كيف وقد نصب قدميه لله في سكون الليل والناس نائمون.

إنما العبد الصالح إذا أقدم على الطاعة فإنه لا يقبل عليها بقلب متباهٍ ، وإنما بقلب وجلٍ ويخاف ألا يتقبل الله منه.

وهذا هو دأب عباد الله الصالحين.. !