جفف ذلك الشاب الجامعي عرقه ، وهو يقوم بإخراج النواة من البلح ، لكي يقدمه لهؤلاء المارة الذين تأخروا عن الإفطار..
لم تعوقه الامتحانات ، أو التكلفة المادية ، لأنه يدرك الثواب الكبير لمن يفطر الصائمين ، على الأقل يساعدهم في تحقيق سنة تعجيل الفطر.
يريد أيضا أن يكسر نفسه لمَّا يتودد إلى الناس بإعطائهم التمرات ، فالبعض يقبل والبعض يرفض بأدب ، إلا أنه لاحظ أن في هذا العام رفض الكثيرون التمر..!
ليس هذا فحسب بل تعاملوا معه بفظاظة ، وغلظة..
وسخرية..!
أحدهم ألقى التمر على الأرض ، وآخر ألقاه في وجهه..!
لم يكن يدري سر هذا التحول في هذا العام بالذات ، إلا أنه لما فتح (فيس بوك) في إحدى المرات القليلة لانشغاله بالامتحانات ، عرف السبب..
(فيس بوك) ملئ بالمنشورات ، التي تتهكم على موزعي التمور في رمضان..!
تألم..
وترقرقت عيناه..
“هكذا ينظرون إلينا..؟!”
توقف عن تقطيع التمر..
وقد عزم على ألا يقوم بإفطار الصائمين بعد اليوم..!
أبدا..!