لن يرجع في قراره أبدا..!
لقد تحامل على نفسه كثيرا ، ولكن هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير..!
سيطلق زوجته..!
صحيح أن له منها طفلا جميلا ، سوى أن هذا لن يكون عائقا أمام قراره الصارم..
والأخير..!
إنها تغضبه ، وأحيانا ترفع صوتها عليه وهذه أمور تحنقه كثيرا..
وبأكثر مما تتصور هي..!
لها صفات طيبة كثيرة هذا حق ، إلا أنه لم يعد يحتمل مزيدا من العصبية والتوتر..
لم يعد يحتم…..
قطعت أفكاره ثلاث دقات على باب غرفته ، قبل أن يهتف متوقعا هوية الطارق:
– ادخل.
كانت زوجته كما توقع..
دلفت إلى غرفته ، وتحفز لسماع مزيد من اللوم والعتاب ، وستتعالى الأصوات ، ويصاب بالضيق من جديد..
لا بأس هي التي اختارت تعجيل القرار..
كان ينتظر كلمة واحدة فقط حتى ينطق بلفظ الطلاق..
كلمة واحدة..!
قالت زوجته:
– أنا عايزة أقولك حاجة واحدة..!
لم يغير جلسته وتحاشى النظر إليها وكأنها غير موجودة ، وظل صامتا ينظر في اللاشيء ، قبل أن تستطرد:
– عايزة أقولك إن أنا وابني مالناش غيرك بعد ربنا (سبحانه وتعالى) في الدنيا دي ، واوعى تفكر يوم إنك تسيبنا..!
ثم طبعت قبلة على جبينه قبل أن تخرج من الغرفة مغلقة الباب في هدوء ، تاركة زوجها الذي كانت كلماتها ماء متدفقا على نيران قلبه ومشاعره..!
لقد انطفأت جذوة الغضب فجأة ، وحل محلها راحة وسكينة..
وتبدل قراره تماما..
انطلق إليها بعد أن استفزت كلماتها الرجولة الكامنة في أعماقه ، وقبَّل رأسها قبل أن يقول:
– اوعي تفتكري اللي أنا ممكن أسيبك ، انا ممكن أزعل منك لكن أسيبك مستحيل..!
ابتسمت في أعماقها ، وقد تأكدت أنها أحسنت استغلال أقوى أسلحتها من وجهة نظرها..
أقوى أسلحة المرأة على الإطلاق أمام الرجل..
ضعفها..!
(تمت).