هل البلاء موكل بالمنطق؟ وهل من يتكلم بالشر يحصل له..؟!
الجواب:
أولا: جاء في الحديث (البلاء موكل بالمنطق) لكنه حديث لا يصح كما قال الإمام (ابن الجوزي) في (الموضوعات).
—————-
ثانيا: صح عن (ابن مسعود) رضي الله عنه أنه قال (البلاء موكل بالقول) ، والأثر صححه العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة.
————–
ثالثا: يشهد لصحة ما قاله ابن مسعود ، قول النبي (صلى الله عليه وسلم) للأعرابي الذي دخل يعوده: لا بأس طهور إن شاء الله، فقال الأعرابي: بل هي حمى تفور، فقال النبي: فنعم إذن. (رواه البخاري).
—————
رابعا: يقصد من مقولة (البلاء موكل بالمنطق) أن الرجل قد يتكلم بالكلمة فيصيبه بلاء وفق ما نطق وتكلم به ، وهذا أقر به بعض العلماء كالإمام ابن القيم في (تحفة المودود).
——————
خامسا: لا إشكال في ذلك الأمر ، لأن مسبب الأسباب جعل أنه قد يكون من أسباب وقوع البلاء أن ينطق المرء به. (وهذا مفهوم ما قاله العلامة ابن القيم)
————-
سادسا: المغزى أن يتعود المرء على الكلام الطيب، وأن ينتقي كلامه كي لا يبتلى بما يقول ، وأن يحسن الظن برب العالمين.
وليقتد بالإمام (إبراهيم النخعي) حين قال: (إني أجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به).
—————-
سابعا: على المرء ألا يغرق في التخوف من الكلام خشية البلاء لأن هذا قد يجر إلى التشاؤم ، فليس ذلك الأمر قاعدة مطردة بحيث كل من يتكلم بالشر يحصل له.