واحدة من أشد الغزوات التي مرت على الصحابة هي غزوة أحد..

واحدة من أشد الغزوات التي مرت على الصحابة هي غزوة أحد..

شأن الغزوة عجيب ، فبعد أن كان الصحابة على وشك النصر ، إذا بالحال يتبدل ويتغير ..

استطاع المشركون أن يطوقوا المسلمين ، لأن معظم (الرماة) خالفوا أمر نبيهم وقائدهم ، وتركوا حماية الظهر استعجالا لجمع الغنائم التي لاحت لهم..

هكذا فر كثير من المسلمين لينجوا بأنفسهم من القتل والجرح..

————-

هنا تأتي الآية لتتناول حقيقتين مهمتين:

الحقيقة الأولى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّه)..
ِ
إن الجهاد لايقدم الأجل ، والفرار منه لايؤخر الأجل..

لماذا فررتم إذن ، ولماذا أخليتم مواقعكم..؟!

إن أجل كل نفس مكتوب ومقدر..

لو لم يأذن الله أن يموت المرء ، فلن تفلح قوة في الأرض أن تسارع بأجله..

روى (مسلم ) في صحيحه أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال : “إن الله كتب مقادير الخلائق ، قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة..!!”

الأمر كان وعرا وصعبا على الصحابة ، والناس يموتون من حولهم ويتساقطون ، بَيْدَ أن القرآن أراد تربية المؤمنين على الشجاعة والبسالة..

الآية أوضحت أن الآجال محددة ، والأعمار مقدرة ، فلا معنى للخوف أو الفرار إذن..

هكذا يتعلم المسلم الحماسة والشجاعة ، فلا يتخاذل عن الجهاد ، وإن جاهد فلا يفر أبدا ، إنما يثبت حتى الموت..

—–

الحقيقة الثانية: ( وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ )..

عتاب للمؤمنين من زاوية أخرى..

لماذا فررتم ، وأنتم تقاتلون لرفعة الدين ، ونوال ثواب الآخرة..؟!

هل تفرون من الجنة ..؟!

هل خرجتم للدنيا وغنائمها ، أم لجنة عرضها السموات والأرض..؟!

من أراد بعمله الدنيا ، قد ينال مايريده ، ولكن قد لا يتحصل عليها أيضا!! ، إذ جاء في سورة الإسراء:(من كان يريد العاجلة ، عجلنا له فيها مايشاء لمن نريد)..

يا لهوان العباد على الله ، إن هم خالفوا أمره..!!

ليس كل من أراد بعمله الدنيا يتحصل عليها ، هي فقط لمن يشاء الله أن يعطيه ، وبالقدر الذي يحدده (سبحانه)..!

لكن -يقينا- ليس له في الآخرة من نصيب..

—————

إذا تعلم المسلم هاتين الحقيقتين :

١- لن تموت نفس إلا بإذن الله..(عقيدة القضاء والقدر).

٢- المسلم يريد بعمله وجه الله ، ولايلتفت لشيء سواه.(الإخلاص).

إذن ، ستلقى مجتمعا شجاعا ، لايتأخر عن تلبية نداء الله ، يجهر بقولة الحق ، يصدع بالدعوة ، يواجه الظالمين..!

مجتمعا رباه القرآن..!

وآيات القرآن..!