أطلق (د.علاء) صاحب القناة المشهورة على (يوتيوب) ضحكة مجلجلة من خلال هاتفه المحمول قبل أن يقول في سخرية:

أطلق (د.علاء) صاحب القناة المشهورة على (يوتيوب) ضحكة مجلجلة من خلال هاتفه المحمول قبل أن يقول في سخرية:
– أربعة آلاف جنيه..؟! أنت تمزح بالتأكيد
شعر محدثه (د.مجدي) مدير تسويق شركة أدوية مشهورة بحرج ، قبل أن يقول في ضيق:
– ليس في الأمر مزاح ، لقد أنشأت لنا (فيديو) حول إحدى منتجاتنا بهذا السعر تقريبا.
قال (د.علاء) في غرور:
– هذا قبل أن تصل القناة إلى ثلاثة مليون مشترك.
زفر (د.مجدي) في ضيق وهو يقول بلهجة عملية:
– (د.علاء) ، كم تطلب في مقابل إنشاء (فيديو) على قناتك حول دواءنا الجديد للتخس…؟!
قاطعه (د.علاء) بطريقة غير لائقة ، وهو يقول في خبث:
– تقصد حول مكملكم الغذائي الجديد.
فهم (د.مجدي) ما يرمي إليه ، ولم ينبس ببنت شفة ، قبل أن يستطرد (د.علاء) قائلا:
– فرق كبير بين الدواء والمكمل الغذائي ، المكملات الغذائية علميا لا يمكن أن تسمى دواءً للتخسيس ، إنما هي مجرد عناصر مساعدة في برامج إنقاص الوزن.
لاذ (د.مجدي) بالصمت التام في حين تابع (د.علاء) في زهو:
– شركات الأدوية لاتتكلف كثيرا في صنع المكملات بعكس الدواء ، لذلك تعمد كثير من الشركات اليوم إلى صنع المكملات بأقل الأسعار ، ثم تقوم بترويجه عبر طبيب مشهور مثلي.
كان (د.مجدي) يدرك صحة هذا الكلام تماما ، مما دفعه إلى محاولة إنهاء النقاش حول هذه النقطة قائلا:
– حسنا (د.علاء) كم تطلب في الفيديو؟
برقت عينا (د.علاء) وهو يقول في غلظة:
– عشرة آلاف جنيه.
اتسعت عينا (د.مجدي) في دهشة قائلا:
– عشرة آلاف جنيه..!!
تابع (د.علاء) بنفس الغلظة:
– نعم ، وأبلغ شركتك أن هذه تسعيرتي من الآن ، أنتم تربحون مبالغ طائلة وتشفقون أن أنال نصيبا طفيفا من تلك المكاسب..؟!
أجابه (د.مجدي) متلعثما:
– ليس الأمر كذلك ، ولكن..
قاطعه (د.علاء) للمرة الثانية قائلا في ثقة زائدة:
– اطمئن ، لن أذكر أنه مجرد مكمل غذائي ، سأقول إنه دواء سينسف الدهون نسفا ، وسيجعل جسمك محرقة لا تهدأ ، ولن تحتاج معه إلى ممارسة رياضة أو ضبط أكل ، وهل لجأتم إلي إلا لثقتكم في ترويجي الرائع لأدويتكم الرديئة..؟!
ابتلع (د.مجدي) الإهانة خوفا من إخفاق الصفقة…
(د.علاء) يلعب معه بأوراق مكشوفة وعليه أن يقرر الآن..
لم يستغرق كثيرا في التفكير بل حسم أمره ، وقال في حزم:
– اتفقنا لكن لي رجاء آخر وهو…
قاطعه (د.علاء) في ضجر:
– لا تقلق ، لن أشير إلى أنه فيديو مدفوع الأجر ، المتابعون يتصورون أن هذه الأدوية التي أرشحها لهم مبنية على قناعاتي الشخصية دون قبض مبالغ من أي شركة ، هذا سيفسد كل شيء.
تنهد (د.علاء) في ارتياح قائلا:
– اتفقنا.
هكذا تم كتابة العقد في مقر الشركة ، وأوفى (د.علاء) بوعده ، وأنشأ فيديو لم يتجاوز (5 دقائق) ، قبل أن تنهال اللايكات والإعجابات على هذا الدواء الساحر..
لم ينس أن يختم (الفيديو) بالعبارة الثابتة التي يجعلها في نهاية كل فيديو ، والتي يقولها في خشوع:
– اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ، وتقبل مني إنك إنت السميع العليم.
ولم يكن هذا العمل خالصا لله..
لم يكن لله قط..
(تمت).