اعتصرت هاتفها المحمول في قبضتها في ألم ، قبل أن تقول وهي تحاول أن تحبس دمعة جاهدت لتفلت من عينيها :
– أنا آسفة جدا ، يبدو أنني فهمت خطأً..!!
أتاها صوته عبر سماعة الهاتف ، وهو يقول في ارتباك :
– لم أقصد شيئا، أنتِ زميلة في العمل ولم أتعمد إلا أن أعاملك بكل احترام وتقدير..!
قالت والحزن يعتصر قلبها:
– لستَ الملوم ، بل أنا ، لقد فهمت تقديرك وثناءك المستمر ولطفك الشديد بشكل خاطيء..!
قال في ارتباك أكثر :
_كل ما في الأمر أنه أعجبني اداؤك في العمل ، فكنت أثني عليه ، لكن يبدو أنني أفرطت كثيرا..!
انفلتت دمعة من عينيها ، وسقطت على وجنتها وهي تقول :
– لا عليك ، انت شخص مهذب وأي امرأة تتمنى أن تكون زوجا لها..!
تنحنح في حرج ، وقال في تلعثم:
– ظننت أن طريقتي لا يمكن أن تفهم خطأ ، فأنا متزوج ولدي طفلان…
قاطعته في ضيق :
– الرجل له الزواج بامرأة ثانية ، على كل حال ، آسفة أنني تسببت لك في أي إزعاج..!
قال في سرعة :
– ليس هناك أي إزعاج ، انت زميلة عزيزة ومحل تقدير و…
بتر عبارته بغتة وقد أدرك أن ثناءه المستمر عليها ، هو الذي أوهمها بأنه يحبها قبل أن تُصدم بحقيقة مشاعره..!
ساد الصمت لحظات ، نجحت خلالها دمعتان في الفرار من عينيها ، قبل أن تأخذ نفسا عميقا وتقول في حزم :
– قبل أن أُنهي مكالمتي، أود أن أخبرك بشيئين ، الأول: بلغ مديري باستقالتي ، لن استطيع الذهاب للعمل مجددا..!!
هم بالاعتراض ، إلا أن لهجتها الحاسمة أسكتته ، قبل أن يسمعها تستطرد:
– الأمر الثاني ، رجاء ! لا تكن لطيفا جدا مع النساء ، ولا تكثر من مدحهن، بعضهن يفهم تلك الأشياء على نحو خاطيء ، فرفقا بهن..!!
أغلقت هاتفها المحمول ، وتركت العنان لدموعها التي انسابت في صمت ، وأردفت:
– رفقا بهن ، وبقلوبهن..!!