(قُلۡ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡكَـٰفِرِینَ).
ظهرت في الآونة الأخيرة طائفة سموا أنفسهم بالقرآنيين ، ودعوا إلى العمل بما جاء في القرآن فحسب ونبذوا السنة وراء ظهورهم..!
وهؤلاء -أصحاب الاسم الجميل- في حقيقة الأمر لا يلتزمون بالقرآن ، إذ القرآن أمر بطاعة الله ورسوله ، وكيف يمكن أن يطاع الرسول دون العمل بالأحاديث التي فيها الأوامر والنواهي وما يتعلق بالشريعة الإسلامية..؟!
يقول بعضهم : نحن لا نطمئن إلى ما جاء في السنة لأن فيها الصحيح والضعيف..!
والجواب : صحيح أن الأحاديث النبوية انتشر فيها الأخبار الضعيفة و المكذوبة ، إلا أن علماء الإسلام كانوا لها بالمرصاد ، وميزوا الأحاديث الصحيحة عن الأحاديث الضعيفة ، وصنفوا في ذلك الكتب والمجلدات للتفرقة بين الصحيح والضعيف.
أضف إلى ذلك ، أن الله وعد بحفظ القرآن والسنة ، فقال : (إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ) ، والذكر كلمة عامة تشمل القرآن والسنة ، لأن كلا القرآن والسنة من الذكر بلا ريب..
فالزعم بأن الأحاديث الضعيفة قد اختلطت بالصحيح فلا يمكن التمييز بينهما – ومن ثم يعيش المسلمون في تخبط وحيرة- هو زعم باطل ؛ لأن الله تولى حفظ القرآن وحفظ السنة..!
ولذلك قال العلماء : إن العمل بالقرآن دون السنة ضلال مبين ، لأن الأحكام المطلقة في القرآن قد تقيدها السنة ، والأحكام المجملة تفصلها السنة..
بل إن السنة – أحيانا – تستقل بأحكام لا توجد في القرآن ، كتحريم الجمع بين المرأة وخالتها أو عمتها ، وكتحريم الذهب والحرير على الرجال..!
العمل بالقرآن فحسب ضلال مبين ، بل الدعوة إلى العمل بالقرآن مخالف للقرآن نفسه..
أو بعبارة أخرى :
القرآنيون لا يتبعون القرآن.