استيقظت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، وهي توقظ زوجها وتهمس في أذنه:
– الولد يبكي يا (جمال).
فتح جمال عينيه بصعوبة ، قبل ان يقول لها في إشفاق :
– حسنا ،سأذهب إليه ، ربما يكون في حاجة إلى بعض الماء.
قام متثاقلا ، مترنحا ، قبل أن يعود إليها ويربت على كتفيها في إشفاق قائلا :
-الولد توقف عن البكاء ، ونام على الفور.
نظرت إليه في امتنان وهزت رأسها ، قبل أن تعاود النوم..
اندس (جمال) تحت الغطاء مجاهدا أن يمنع دمعة أن تسقط على وجنتيه ، وهو يولي ظهره إلى زوجته..
كان يعلم تعلقها بابنهما الوحيد ، ولاسيما أن الأطباء أخبروها باستحالة أن تنجب مرة أخرى..
الأمر الذي جعلها تتخيل أنه يبكي في أثناء الليل ، وتوقظ زوجها كل يوم ليطمئن عليه..!
خذلته دموعه ، فانسابت في صمت على خده وهو يستطرد في أفكاره..
ليست هذه هي المشكلة ، المشكلة أنهما دفنا ابنهما الوحيد بعد حادث سيارة ، منذ عشر سنوات..!
إلا أنها لم تستوعب هذه الحقيقة المروعة..
لم تستوعبها قط..!
(تمت).