اقترب من حافة الهاوية..
كان قاب قوسين من السقوط..
أو أدنى من ذلك..
لكنه لم يكن سقوطا من شيء مرتفع..
بل أخطر..!!
كان سقوطا أخلاقيا..
ودينيا..!
الفتنة كانت شديدة..
وخاطفة..
إلا أنه لم يسقط بعد..
إن نتيجة سقوطه ليست سهلة أبدا..!
بسقوطه سيسقط كثير من الناس..
الكثير الذي رآه وتعامل معه وأدرك أن الدنيا لا زالت بخير..
الكثير الذي لا يستطيع إن يعمم قاعدة أن الناس فسدت لوجوده هو..
هو الذي في نظر العديد يقترب من المثالية..!
في الخلق..
والمعاملات..
والدين..
قد يخسر كل هذا في لحظة واحدة..
لحظة فتنة..
واختبار..!
سيغدو بعدها شخصا عاديا..
ليس قدوة..
وليس رمزا..
وليس مثالا يُحتذى به..!
ويتكلم الشامتون متظاهرين بالحكمة:
-ألم نخبركم أنه يدعي العفاف والتقوى فقط، قناعه الزائف سقط أمام أول اختبار حقيقي..
وحينئذ سيصاب أتباعه بالصدمة..
والإحباط..
وتقل مقاومتهم للفتن والشهوات..
“إذا كان قدوتنا لم يصمد فهل نقدر نحن”..؟!
كلا…!!
صرخ بالكلمة في أعماقه..
لن يتورط في خطأ يندم عليه سنين..
لقد صار رمزا في الخير..
وقدوة حسنة..
وأملا في الإصلاح..
وسيظل كذلك بإذن الله..!
————–
هكذا انتهى الاختبار في دقائق ، كما بدأ في دقائق..
لكنها دقائق مصيرية في حياته..
كادت تهوي به في الحضيض..
صحيح أنها استنفدت منه جهودا جبارة..
إلا أنه نجح في مقاومتها، وشعر بعدها بالنشوة..
والحماس..
والقوة..
قوة المباديء..
والإيمان..!