(فَمَنۡ حَاۤجَّكَ فِیهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡا۟ نَدۡعُ أَبۡنَاۤءَنَا وَأَبۡنَاۤءَكُمۡ وَنِسَاۤءَنَا وَنِسَاۤءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَـٰذِبِینَ)
كان النصارى يعبدون عيسى (عليه السلام) ، فمن المتوقع أن تحدث مجادلات بينهم وبين النبي(صلى الله عليه وسلم) في شأن عيسى (عليه السلام)
فالنبي يؤكد على بشرية (عيسى) وأنه رسول مكرم أرسله الله إلى (بني إسرائيل) ، بَيد أن النصارى يزعمون أنه الإله المستحق للعبادة..!
ولحسم النزاع في هذه القضية أوحى الله إلى رسوله أن يدعوهم للمباهلة..!
ولكن ما هي المباهلة..؟!
المباهلة هي الدعاء والتضرع أن ينزل الله اللعنة والعقوبة على الفريق الكاذب..
هكذا دعاهم النبي إلى الخروج إلى الساحة ومعهم أبناؤهم وأزواجهم وكذلك يخرج هو ومعه أبناؤه وأزواجه ، ثم يتضرع الفريقان أن ينزل الله العقوبة على الكاذب منهما..!
فالمسلمون يجزمون ببشرية (عيسى) ، والنصارى يزعمون أنه الإله المستحق للعبادة ، فهذه المباهلة ستظهر للناس جميعا أي الفريقين على الحق والصواب..
وقد خرج (النبي) فعلا وكان معه (فاطمة) و(علي) و(الحسن) و(الحسين)..
كما أن وفد (نجران) هم بقبول التحدي ، إلا أنهم أرادوا التمهل لسؤال كبرائهم وزعمائهم حول هذه القضية الخطيرة والتي قد تكلفهم حياتهم.
المفاجأة أن رؤسائهم أشاروا عليهم بعدم مباهلة هذا النبي ، وقالوا: ما نعلم أحدا باهَلَ نبيا ونجا..!
ورفضوا المباهلة..
وربح النبي هذه الجولة أيضا..
لاشك أن ذلك الموقف المهيب، وهذا التراجع الواضح من النصارى يؤكد أن عقيدة المسلمين هي العقيدة الصحيحة ، وأن (عيسى) عبد الله ورسوله وليس إلاها كما يزعم هؤلاء ، وأن الإسلام هو الدين الحق.